يقول الأديب الايرلندى الشهير جورج برنارد شو : " إنه ( يقصد الكتاب المقدس ) من أخطر الكتب الموجودة على وجه الأرض احفظوه فى خزانة مغلقة بالمفتاح " .
ومن هذا المنطلق فإننا ندعو إلى حظر تداول هذا الكتاب الخطير لما يمثله من خطورة على البشرية جمعاء فى عقيدتها وأخلاقها وسلوكها وصحتها وأمنها .
ونناشد السادة المحامين بتقديم بلاغ للنائب العام لحظر تداول هذا الكتاب المقدس لما يحتويه من الأمور التاليه :
1- إهانة الرب الإله ووصفه بما لا يليق به .
2- إهانة الكتاب المقدس لأنبياء الله تعالى ورسله ووصفهم بأشنع الصفات .
3- دعوة الكتاب المقدس للإرهاب وسفك الدماء والتشريد والتفريق .
4- نشر الكتاب المقدس للجنس الفاحش ولقصص العهر والرذيلة .
5- النظريات العلمية التى تناقض مسلمات العلم وثوابته .
6- ما يضر بصحة الإنسان وتلوث بالبيئة .
7- الشتائم البذيئة والإهانة البالغة للإنسان وللمخالف لمعتقده .
وهذا ملخص للمذكرة التوضيحية لهذه الأسباب :
1- إهانة الرب الإله فى الكتاب المقدس ووصفه بما لا يليق به :
فإذا جئنا وبحثنا فى هذا الكتاب المقدس وحديثه عن الله تعالى نجده يتحدث عنه حديثا مهينا ويصفه بما يتعالى عنه ويشبهه بما يترفع عنه أحد من البشر فضلا عن رب البشر والعالمين الخالق المعبود ، فقد شبه الكتاب المقدس الرب بأنواع الحيوانات والحشرات والطيور والجمادات والتى لا يجوز تشبيه بشر بها فضلا عن الرب الإله مما يعد إهانة صريحة للرب ومسبة توجب الحد ، كما ينعت الكتاب المقدس الرب أيضا بما يتعالى عنه من كونه يندم ويحزن ويبكى وينام ويضعف ويجهل بل ويصفر للذباب وينوح ويولول ... بل يصارعه أحد أنبيائه ويغلبه بل ويسب بأفظع الألفاظ وأشنعها تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
2- إهانة الكتاب المقدس لأنبياء الله تعالى ورسله ووصفهم بأشنع الصفات :
فلو جئنا وبحثنا فى الكتاب المقدس عن أنبياء الله تعالى الذين نؤمن بهم - نحن المسلمين - نجده يتحدث عنهم حديثا فاضحا داعرا يتنافى مع منزلة النبوة ومكانة الاصطفاء والاختيار من الله تعالى لهم مما يعد طعنا فى الدرجة الأولى للذات العلية إذ يعنى أن الله تعالى لم يحسن اختيار رسله وأنبيائه تعالى الله عن ذلك وارتفع وجل وامتنع .
فالكتاب المقدس يصف أنبياء الله تعالى بأرذل الصفات وأحقرها من شرك وكفر بالله تعالى ومن زنا للمحارم وسرقة وكذب وخيانة وتعرى ورقص وسكر ومجون وتضجر على قضاء الله تعالى وقدره وسوء أدب فى الحديث معه ، وهذا يعد من ازدراء الأديان الأخرى التى تجلهم وتوقرهم وتحترمهم بل لقد حكم الكتاب المقدس على جميع الأنبياء بلا استثناء حكما صارما بأنهم أنبياء فسقة وكذبة بل حكم عليهم المسيح يسوع بأنهم سراق ولصوص.
3- دعوة الكتاب المقدس للإرهاب وسفك الدماء والتشريد والتفريق :
فإذا جئنا وبحثنا فى الكتاب المقدس نجده يدعو صراحة للإرهاب وسفك الدماء بل ويحرض على ذلك تحريضا بليغا ، بل نراه يذكر أمثلة لتطبيق هذه التعاليم الإجرامية والتى تتنافى مع الإنسانية وقد طبقت بكل شراسة وعنفوان ونحن نرى أن وجود مثل هذه النصوص تعمل على نشر الإرهاب بين أبناء الوطن الواحد والنسيج الواحد والجنس الواحد فضلا بين أبناء الأوطان المتباينة والأجناس المختلفة .
ونرى أن وجود مثل هذه النصوص تعمل على تربية قارئه على أفكار دينية متطرفة يكون لها المردود السلبى على أمن المجتمع ووحدة نسيجه وهذا ما نراه على أرض الواقع فى الأحداث الطائفية فى طول البلاد وعرضها والكثير يجهل الداعى لها والسبب الذى يؤججها ويشعل نارها.
إن وجود مثل هذه النصوص فى كتاب يحمل صفة القداسة يربى أتباعه على الإرهاب وسفك الدماء وكراهية الآخر مما يتنافى مع القوانين الدولية والأعراف الإنسانية ومما يعد جريمة كبرى لا يحسن السكوت أمامها ولا الصمت حيالها بل يجب فورا حذف هذه النصوص وإبادتها من الوجود ومحوها من أمام البشرية والتى نرجو لها الأمن والأمان ونسعى لتحقيق سبل ذلك وإزالة عوائقه وموانعه .
4- نشر الكتاب المقدس للجنس الفاحش ولقصص العهر والرذيلة :
إذا جئنا وبحثنا فى الكتاب المقدس من الجانب الأخلاقى نجد صرخة الحياء المدوية مما فيه من فضائح فظيعة يندى لها الجبين وتدمع لها العينين فالكتاب المقدس يعمل على نشر الجنس الفاحش وقصص العهر والرذيلة ويعمل على نشر الألفاظ البذيئة والخادشة للحياء والتى تدغدغ المشاعر وتثير الغرائز وتعمل على تفشى الفحش والعهر ، وهذا مما يتنافى مع الأدب العام والخلق النبيل ، ومما يؤثر بالسلب على أخلاق المجتمع ويعمل على تفشى الرذيلة والفاحشة .
فالكتاب المقدس يحتوى على سفر كامل يتحدث فه كاتبه عن وصف خادش للمرأة وذكر لمواطن الفتنة فيها ، كما يذكر الكتاب المقدس قصص كثيرة للعهر والفاحشة بوصف كامل لأحداث ذلك ، كما يذكر الكتاب المقدس أوامر من الرب بالتعرى والزنا ، كل ذلك مما يدعو إلى الانحطاط الخلقى ونسف لمكارم الأخلاق وللشيم النبيلة وللخصال الكريمة .
5- النظريات العلمية التى تناقض مسلمات العلم وثوابته :
إذا جئنا وبحثنا فى الكتاب المقدس نجد فيه فواجع وطامات مما يتنافى مع العلم الحديث وثوابته ومما يرجع فكره إلى ما كان منتشرا فى العصور الوسطى ( عصور الظلام ) وما فى هذا الكتاب من نظريات خرفة تؤدى بالضررة إلى تنشئة جيل يعادى الثوابت العلمية لتربيته على هذه المعتقدات الدينية الخرفة وهذا يؤثر بالسلب على تدهور التعليم فى البلاد مما يكون حجر عثرة أمام القضاء على الأمية بل ويؤدى إلى التخلف عن الرقى ومواكبة العالم الآخر ، فكيف يكون الحال إذا كان مدرس العلوم أو الجغرفيا ممن يؤمن بصحة هذه النصوص ؟؟ لا شك سوف يشكك فى صحة المسلمات العلمية ولا يشكك فى صحة نصوص كتابه فيعلم أطفالنا فى المدارس بما يعتقد من كتابه وما يمليه عليه ضاربا بالعلم وثوابته عرض الحائط من كون الملح يزرع ولا يستخرج من البحر ! أو أن النظر للشمس مفيد للعينين ولا يضر الشبكية ! أو أن الأرض مربعة وليست كروية ! أو أن أورشليم هى مركز الأرض وليست مكة المكرمة ! ... الخ .
6- ما يضر بصحة الإنسان وتلوث بالبيئة :
توجد بعض الأوصاف فى الكتاب المقدس والتى لو اتبعت لأدت إلى تدهور صحة الإنسان وإلى نشر الأمراض وتفشى الأوجاع وتلوث البيئة وانتشار العدوى لا سيما فى هذا الوقت التى تنتشر فيه الأمراض ومن ذلك تطهير البيت بدم عصفور ميت ومن عمل العطور بالذباب الميت المنتن ومن عمل الخبز على الخراء .
7- الشتائم البذيئة والإهانة البالغة للإنسان وللمخالف للمعتقد:
إن الكتاب المقدس وتعاليمه لتحض على إسقاط الأخلاق العامة فى التعامل مع الآخر وتدعو إلى احتقاره وازدرائه فهى تعتبر الإنسان بوجه عام ولد جحشا بل وتعتبره رمة ودودة وهذا مما يعد سبا وقذفا عاما للبشرية واحتقارا لمخلوق كرمه الله تعالى على جميع المخلوقات ، ثم نرى الشتائم البذيئة التى احتواها الكتاب والتى تربى أتباعه على معاملة الآخر بها وهى مما تتنافى مع الأخلاق الحميدة من شتم بالأم ( أخرب أمك ) ،و ( ابن المتعوجة المتمردة ) ،و ( أولاد الأفاعى ) أما الداهية الكبرى هى سب المسيح جميع الأنبياء السابقين له واعتبارهم سراق ولصوص ، ثم اعتباره جميع من خالفه كلاب وخنازير .
هذا مع العلم أن دعوتنا لحذف هذه النصوص لا يتنافى بتاتا مع قدسية الكتاب المقدس الذى قد مر بمراحل التبديل والتغيير والتحريف والتزييف ، مع شهادته على نفسه بذلك :
فهذا كاتب سفر ارميا يعترف بأن اليهود حرفوا كلمة الله فيقول:
(36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ، لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ، إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِنَا. ) ( إرميا 23 / 36 ) .
ونجد أيضاً أن كاتب سفر ارميا ينسب لإرميا توبيخه وتبكيته لليهود لقيامهم بتحريف كلمة الرب :(8كَيْفَ تَقُولُونَ: نَحْنُ حُكَمَاءُ وَشَرِيعَةُ الرَّبِّ مَعَنَا؟ حَقًّا إِنَّهُ إِلَى الْكَذِبِ حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ الْكَاذِبُ) (إرميا 8/8).
وكذا كاتب سفر إشعيا ينسب لإشعيا تبكيته لليهود : (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ، فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ، وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ) ( إشعيا 29 / 15 – 16) .
ويقول أرميا : (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ، لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ، إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِنَا) ( أرميا 23/36).
وانظر إلى قول يسوع :(7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَنًا تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً:8 يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَني وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ ) ( متى 15 / 7-9) .
ويقول بطرس : (16كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا، مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ، كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.) ( بطرس الثانية 3/16) .
ويقول لوقا معترفا بالتأليف الذى كان منتشرا وشائعا للأناجيل ، والذى حبذه هو أيضا لنفس العمل ، وهو تأليف إنجيله !!!! فيقول : (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ، 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ، 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ. ) ( لوقا 1 / 1-4) .
إذا دعوتنا لحذف هذه النصوص للضرورة وللمصلحة العامة على المعتقدات والأخلاق والصحة وما ينفع البشرية لا يتنافى أبدا مع مبدأ الكتاب المقدس الذى اعتاد على عمل الأيدى به ، والذى يدلنا على هذه الأيدى العابثة وجود مثل هذه الترهات التى ذكرناها .
لذا فنحن نطالب فورا بسحب جميع نسخ الكتاب المقدس من جميع الكنائس والأسواق وحرقها وحذف ما ذكرنا من نصوص وإعادة طباعته فى حلة جديد وثوب قشيب خاليا من فساد المعتقد والأخلاق وفساد الفكر والنظر .
ملحوظة : هذا ملخص للمذكرة التوضيحية التى كتبتها فى هذا الأمر وسوف أقوم بنشر البحث فى ملف ورد إن شاء الله تعالى ليسهل نشره ، والله المستعان .
وكتبه
أ/ أحمد مصطفى كامل
مدرس بالأزهر الشريف
باحث فى مقارنة الأديان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق