أيها الإخوان .. إلى الجحيم فامضوا

وعد الله لا يتخلف ولا يتغير ولا يتبدل ولا يتحول ، وتمكينه لعباده المتقين آت لا محالة ، ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) ، أجل ستسقط دولة الإخوان وسيسقط نظامهم وستطمس جماعتهم وستنكس ألويتهم وسيذهبون إلى مزبلة التاريخ ، وإلى الجحيم يذهب من يصنع بيده شرائع ودساتير تخالف تعاليم الله تعالى متخفيا تحت راية الإسلام ومسمى الإيمان زورا وبهتانا، إلى الجحيم يذهب من يقول أن حكم الشعب للشعب ولا حكم لله ولا لشرع الله ، إلى الجحيم يذهب من يبيح سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسب أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن ويزعم أن سبهم ليس من عقائد المسلمين ، ويذهب ويضع يده فى يدى من يسبهم ، إلى الجحيم يذهب من أباح الربا وتعامل به ويلوى المفاهيم ليا ويطوى الحقائق طيا ويشكك فى الثوابت ويرتاب فى اليقين ، إلى الجحيم يذهب من ضيع الرعية وهضم الحقوق ، وأفسد البلاد وجحد حق العباد ، إلى الجحيم يذهب من لبس إزارا غير إزاره وتشبع بما لم يعط وزعم القدرة على النهوض بالبلاد وتحقيق الرغد والعدل بين العباد ، إلى الجحيم يذهب من تاجر باسم الدين ونادى أن الحل فى الإسلام فلما نال وطره وبلغ مرامه ترك الإسلام وترك حلوله وذهب يتخبط فى غياهب من الهلاك والضلال ، كان يسفهها آنفا فصار يعتنقها آلفا .

يا من تسمعون ولكلماتي تقرأون أقول لكم : إن نظام الإخوان بائد وإن نظام الحق سائد ، وإن باطلا صنعوه وحقا ضيعوه وإفكا افتروه وظلما حكموه وضللا تبعوه ، لن تشرق عليه شمس الغد ولن يدوم  ، فسوف تتجلى الحقائق وتكشف البينة وسيسدل عليهم ستار الليل ولن تطلع عليهم شمس النهار مرة أخرى إلا من مغربها .

فلا غرو أن تكون هذه نهاية جماعة ظهرت ظهورا مريبا على يدٍ يُشك فى نسبتها إلى صحيح المعتقد وقويم الدين ، فكيف يتبع الناس أذناب رجل نشأ فى حلقات الضلال وتربى على الخرافات والترهات ، رجل كان يتزلف إلى آخر عربيد من أسرة محمد على ، كيف يتبع الناس قوما كان يترأسهم مستشارا ماسونيا ، ثم محاميا فاسقا يضيع صلاة الجمعة والجماعات ويجلس فى السينما ويعزف على العود ويتعلم رقص الدن سيت، والفوكس تروت، والشارلستون، والتانجو كما  كتبت يداه ، وكيف يتبع الناس قوما شيمتهم المكر والخديعة ، والكذب والمين ؟ كيف يتبع الناس قوما لا علاقة لهم بالدين ثم يبايعونهم على السمع والطاعة ، فكيف بمثل هؤلاء نحكم شرع الله تعالى فينا ؟ وكيف بهؤلاء ينصرنا الله ؟

لا مناص إلا بالرجوع إلى شرع الله تعالى ، وتقويم اعوجاج المنحرف وسلوك سبل الرشاد .

خيانة صديق

أليس لك صديق بلغ منك مبلغ النفس للنفس وكأنك هو وكأنه أنت ، ثم يمر اليوم واليوم وتأتي الساعة التى تشعر فيها كأنك ما عرفته يوما من دهرك ، أليست تلك الأيام السالفة كنتُ أقرأ عنها فى الأزمان الخالية وحسب ، ولم تتجاوز معانيها أسطر ما قرأت ، فقد كانت حقائقها التى عشتها ضرب من الطيف  العابر لي فى هجودي  .

لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة

فكم من جاهل حدثته نفسه المتلاوعه أن ينخذل وينزوى إلى تليد من أمسه المظلم فاسترسل معها فى تلك الغياهب المكفهرة رغما مما يستشرفه له المستقبل من واقع سعيد ، فلو أن كلا ممن أصيب بيأس الإحباط ترك ما نزل به وصعد هو إلى ما كتب له بنفس أشاشة تستشرف القادم وتستعد له بوثاقة النفس ورباطة الجأش وحسن الصنيع ودقة الفعل لتوصل كل إلى ما يرغب وتمكن مما يريد دون وهن يصيبه أو خور يحيطه أو إجفيل يملأه .

عجز قلم

عندما يعجز القلم أن يسطر بعض ما يملأ القلب من شعور ، ويبدأ كل قريب منك يستمع لصريره منتظرا وميضه ، وأنت عاجز عن أن تحبر كلمة أو أن تزبر جملة ، ينتابك ساعتئذ حالة من التذمر والتضجر ، تفقدك كل شعور ، وكأنك ما أدركت قبل الآن من معنى أردت أن تكتبه فخرجت من إدراك الوعي وفقدت وعي الإدراك.

فى الذكرى السادسة لوفاة والدتى رحمة الله عليها

الموت قد يعنى أن أفقدك أو أن تفقدنى .. والحياة قد تعني وجودي أو وجودك فيها ..أما وتقول لى قد ماتت الأم فأقول لك لا معنى للحياة بعدها فالعيش بدونها ليس حياة .

فأي فاجعة هذه التى تصيب المرء وتنزل به وليس لها زوال غير فاجعة فقد الأم .

 أجل فقدتك أيتها الحبيبة فى كل حركاتي وسكناتي فى مرضى ومعافاتى فى أحزاني وأفراحي فى سفرى و حضرى فى وجودى وعدمي فى .. أجل فى حياتي وبعد مماتي .

لا أدري أترانى فى وجل أم دنى منى الأجل ؟ أتراني فى خفوت أم قد غلبني السكوت ؟

فأين النفس الحانية ؟ أين من كانت على باكية ؟ أين من لم تنساني ثانية ؟ أيناكي أمي الغالية ؟ أين عطفك الرَّؤُوم وقت المحن ؟ وأين بلسمك الدؤوم وقت الجراح ؟

يا ليتنى ثاويا فى رمسى قبل أن أزور قبرك ، ولكن سلواي أن طيفك دائما يزورني فى سهدي وهجوعي، وجزع الفؤاد وصبابة الشوق لن يذهبها إلا رحمة الرحيم ، فحبك يسرى فى مهجتي وذكرك خالد فى جناني .

أسأل الله تعالى أن يرحمك .. آمين