التفكير المتجدد
استخدامات التفكير الجانبى
* كثيرا ما يعجبنى أن أشاهد أو أن أسمع أوأن أقرأ عن أحد ينبذ التقليد أو يحاربه بشكل أو بآخر ما دام أن الأمر لا يمس أصول الاعتقاد وثوابت الدين ، فالتقليد هذا داء عضال إذا استحكم على نفس وتملكها وسيطر عليها يصعب أو تكاد أن تكون الاستحالة هى الحكم فى حدوث تغيير أو تبديل لتفكير هذه الشخصية الآلية الميكانيكية ، التى ارتضت المحاكاة مذهبا مألوفا لها ، ومنهجا تسلكه فى شئون حياتها كافة ، ولكن الطامة الكبرى ، والمصيبة العظمى ، أن تقول وبالأخص فى معتقداتها الباطلة.
هذا وقد أعجبتنى فكرة كتاب <<التفكير المتجدد : استخدامات التفكير الجانبى >> لإدوارد . دو . بونو .
* فقد كانت كثير من خواطره تتقابل مع كثير من خواطرى ، وهى دعوة للتفكير الجانبى المتجدد المتفتح ، الذى يفرز ويبرز أفكارا جديدة مشرقة . وهو دعوة للخروج من التفكير المنطقى الرأسى النمطى المقيد الذى هو فى الحقيقة مسلوب من الفكر والعقل الحقيقى ؛ لأنه يكبته فهو تقييد بعدة قياسات ومبادىء لا يسمح بالخروج عنها مما يؤدى بالتفكير إلى حالة من الجمود والركود ، ويؤدى إلى سَلسَلة العقل والتفكير وحبسه وإحداث السدود والحواجز أمامه ، فلا يستطيع أن يشرد بفكره من ها هنا إلى ما هنالك ، فيتصيد فكرة خطرة ، أو طريقة عبرة ، أو مسلك جديد ، أو منهج متغير سديد ، أو سبيل غير مألوف مفيد ، فيحل بذلك مشكلة معقدة ، أو يسرع فى حلها ، أو يأتى بمزيد إفادة ، أو ينقذ موقفا قد حلت أمامه الظلمات الحوالك فينيرها بصفاء فكره المتبحر بخواطره المتطايرة الجياشة إذا تركها تسبح بعشوائيتها .
* والتفكير الجانبى هذا ليس حكرا على أحد عنده ما يميزه عمن دونه من شدة الذكاء أو سعة الدهاء ، بل بابه مفتوح للجميع ، ويكاد أن يكون ما من إنسان إلا واستخدمه فى حياته فى موقف ما ، والتى كان يصعب بل قد استحال الأمر على ذوى التفكير الرأسى المنطقى أن يجدوا حلا لذى المشكلة أو الخلاص من ذا الموقف ، بل قد يكون التفكير الرأسى فى مثل هذه المواقف أكثر ضررا بصاحبه ؛ لأنه يُعْقِل عقله ويقيده ويمنع عنه التفكير إلا فى حدود المنطق المعتاد ، مما يشد العقل ويكبله أمام فكرة واحدة أو مسلك واحد ويحرمه من ساحة التفكير الرحب والذى لو ترك لفكره العنان آنذاك لوثب وثبته وأتى له فى الحال بما يروى الغليل ويشفى العليل ، ويحل ما أشكل ويصلح ما فسد .
* إن مما ينبغى على الإنسان ، أن يستفيد من جولات عقله وشوارد فكره ، فيجمع هذه ، وهذه ، وهذه ، وإن صغرت أو حقرت ، حتى يتم هيكلها المتكامل ، فتكون من لا شىء إلى شىء ، أو تصير من لا شىء كان يذكر إلى شىء أصبح على لسان كل ذاكر .
إنها لخسارة كبرى أن تمر على الإنسان فكرة صائبة ذات فائدة كبيرة لو تحققت وانجزت فى صورتها النهائية ، وإن كانت فى بداية أمرها على هيئة لبنة صغيرة ولكنها قابلة لتكامل بنائها ثم يتركها تعبر غير آبه لها بدون أدنى اعتبار أو اعتناء.
كم خسرنا بسبب ذلك ، وكم كنا يمكن أن نخسر لو لم يستفد الإنسان من تفكيراته العابرة ، التى تكاد أن تكون فى أول ممارها على العقل أشبه بالحلم الجميل الذى يصعب تحقيقه أو يبعد مناله .
كم كان يمكن أن تكون عدد الخسائر لو كان هذا فكر كل إنسان ، أو فكر إنسان فى كل ما طرأ عليه من فكر . لا شك لو كان الأمر كذلك لما كان يوجد شىء ذا نفع وبال على وجه البسيطة ، لا اختراع ولا اكتشاف ولا غيره ؛ لأن كل شىء كانت بدايته فكرة ثم تطبيقه كانت حكرة ثم تطور فأصبح على هيكليته التى تراه لو ألقيت عليه نظرة .
على الإنسان ألا يجعل نفسه تتملكها التردد وقت وقوع فكرة عابرة عليه ، ويركن إلى الإنكماش والإنزواء بعيدا عنها ، بل عليه أن يقتحم بها كل صعب فى طريق تحقيقها دون أدنى تردد أو ريبة فى نتائج ما قدم عليه ، وإلا – وكما قلت – فتصور لو كان هذا حال إنسان فى شأنه كله ، بل تصور لو كان هذا هو حال الناس جميعا فى شئونهم كلها ؛ لا شك لما كان هناك ما ينسب إلى إنسان من فضل أو عمل أو إنجاز أو ذى نفع .
* إذن هناك التفكير الرأسى النمطى المنطقى الضيق المحدود ، وهو تفكير تقليدى متحجر جامد يقف أمام فكرة واحدة لا يحيد عنها مما يجعله يبدد الأفكار الجديدة المتجددة ، ويعطل الإبداع البارع ، وهذا مما يجعلنا نرد على من زعم أن المنطق الذى يحتوى على قضايا عقيمة له كبير فائدة فى تدبير شئون الحياة ، بل إن كان له صغيرفائدة ، بل إن له كبير الضرر وذلك بوقوفه عائقا على إيجاد حلول سهلة وميسرة وطرق كثيرة بطرق قصيرة ، لذا فإن خير منطق هو المنطق الفطرى الذى يلين بصاحبه ولا يحجر على عقله ، أما المنطق الرأسى هذا فإنه يحجر الفكر على طرق بعينها لا يحيد عنها ولا يبغى حولا .
* وهناك التفكير المتجدد الجانبى ، وهو تفكير فى استطاعة كل إنسان أن استخدامه واستعماله ، هذا وإن كان يعتمد على العشوائية والمفاجأة إلا أنه يحتاج من الإنسان الاستعداد والاسترسال معه ، فالتفكير الجانبى يدعو إلى إيجاد أفكار جديدة وأساليب متنوعة وطرق غير مألوفة وحلول متغايرة .
* وهناك التفكير الأوسع والأرحب ، وهو التفكير الإبداعى ، وهو ليس فى استطاعة كل إنسان إلا ذاك الموهوب الذى رزق الإبداع والإبتكار .
* فهيا يا قوم : الإنطلاق إلى التغيير ، والاندفاع إلى استخدام ما جد وصح ، وإن كان غير مألوف ولم يكن من إرث الآباء والأجداد .
* هيا يا قوم : إلى نبذ التقليد الأعمى وطرحه جانبا ، بل خلف الظهر ، واحفظوه فى حافظة النسيان ، واجعلوه فى ذمة التاريخ فلا يذكر بعد اليوم .
وإذا كان إدوارد . دو . بونو . قد اهتم فى كتابه بالجانب العلمى البحثى التقنى ، وأيضا بالجانب الفكرى فى قضايا الحياة ، فإننى أهتم بحكم التخصص والتدين – بالجانب الدينى العقدى – وأدعو إلى التجديد وترك التقليد ، والتجديد له مفهومه عندنا كما للتقليد مفهومه ....
* ثم إننى أدعو إلى التجديد فى أساليب التعليم المتحجرة ، فإن أساليب التعلم التقليدية لها مضارها الكبير والفادح والذى يؤدى إلى كبت المواهب وتعطيلها وإصابتها بمقتل ، لذا نرى معظم العباقرة الأفذاذ والنوابغ ، لا يطيقون التعليم النمطى ؛ لأنه أقل من قدراتهم العقلية والفكرية بكثير ، بل هو سبب مباشر لإعاقة هذه العقول وما رزقته من مواهب .
فهناك العديد من المكتشفين العظماء مثل فاراداى faraday لم يتلقوا أى تعليم نظامى بالمرة ، والعديد منهم مثل جيمس كليرك ماكسويل ، ودارون ، لم ينالوا قسطا يسيرا من التعليم ، فكليرك ماكسويل طردته إدارة المدرسة وهو طفل نابغة ؛ لأن تعليمه بدا مستحيلا لمدرسيه ، ودارون فشل فى الالتحاق بمدرسة الطب بكيمبردج .
وبعد فهذه دعوة إلى الخروج من حيز التفكير الرأسى الراديكالى إلى طور التفكير الجانبى الديناميكى .
استخدامات التفكير الجانبى
* كثيرا ما يعجبنى أن أشاهد أو أن أسمع أوأن أقرأ عن أحد ينبذ التقليد أو يحاربه بشكل أو بآخر ما دام أن الأمر لا يمس أصول الاعتقاد وثوابت الدين ، فالتقليد هذا داء عضال إذا استحكم على نفس وتملكها وسيطر عليها يصعب أو تكاد أن تكون الاستحالة هى الحكم فى حدوث تغيير أو تبديل لتفكير هذه الشخصية الآلية الميكانيكية ، التى ارتضت المحاكاة مذهبا مألوفا لها ، ومنهجا تسلكه فى شئون حياتها كافة ، ولكن الطامة الكبرى ، والمصيبة العظمى ، أن تقول وبالأخص فى معتقداتها الباطلة.
هذا وقد أعجبتنى فكرة كتاب <<التفكير المتجدد : استخدامات التفكير الجانبى >> لإدوارد . دو . بونو .
* فقد كانت كثير من خواطره تتقابل مع كثير من خواطرى ، وهى دعوة للتفكير الجانبى المتجدد المتفتح ، الذى يفرز ويبرز أفكارا جديدة مشرقة . وهو دعوة للخروج من التفكير المنطقى الرأسى النمطى المقيد الذى هو فى الحقيقة مسلوب من الفكر والعقل الحقيقى ؛ لأنه يكبته فهو تقييد بعدة قياسات ومبادىء لا يسمح بالخروج عنها مما يؤدى بالتفكير إلى حالة من الجمود والركود ، ويؤدى إلى سَلسَلة العقل والتفكير وحبسه وإحداث السدود والحواجز أمامه ، فلا يستطيع أن يشرد بفكره من ها هنا إلى ما هنالك ، فيتصيد فكرة خطرة ، أو طريقة عبرة ، أو مسلك جديد ، أو منهج متغير سديد ، أو سبيل غير مألوف مفيد ، فيحل بذلك مشكلة معقدة ، أو يسرع فى حلها ، أو يأتى بمزيد إفادة ، أو ينقذ موقفا قد حلت أمامه الظلمات الحوالك فينيرها بصفاء فكره المتبحر بخواطره المتطايرة الجياشة إذا تركها تسبح بعشوائيتها .
* والتفكير الجانبى هذا ليس حكرا على أحد عنده ما يميزه عمن دونه من شدة الذكاء أو سعة الدهاء ، بل بابه مفتوح للجميع ، ويكاد أن يكون ما من إنسان إلا واستخدمه فى حياته فى موقف ما ، والتى كان يصعب بل قد استحال الأمر على ذوى التفكير الرأسى المنطقى أن يجدوا حلا لذى المشكلة أو الخلاص من ذا الموقف ، بل قد يكون التفكير الرأسى فى مثل هذه المواقف أكثر ضررا بصاحبه ؛ لأنه يُعْقِل عقله ويقيده ويمنع عنه التفكير إلا فى حدود المنطق المعتاد ، مما يشد العقل ويكبله أمام فكرة واحدة أو مسلك واحد ويحرمه من ساحة التفكير الرحب والذى لو ترك لفكره العنان آنذاك لوثب وثبته وأتى له فى الحال بما يروى الغليل ويشفى العليل ، ويحل ما أشكل ويصلح ما فسد .
* إن مما ينبغى على الإنسان ، أن يستفيد من جولات عقله وشوارد فكره ، فيجمع هذه ، وهذه ، وهذه ، وإن صغرت أو حقرت ، حتى يتم هيكلها المتكامل ، فتكون من لا شىء إلى شىء ، أو تصير من لا شىء كان يذكر إلى شىء أصبح على لسان كل ذاكر .
إنها لخسارة كبرى أن تمر على الإنسان فكرة صائبة ذات فائدة كبيرة لو تحققت وانجزت فى صورتها النهائية ، وإن كانت فى بداية أمرها على هيئة لبنة صغيرة ولكنها قابلة لتكامل بنائها ثم يتركها تعبر غير آبه لها بدون أدنى اعتبار أو اعتناء.
كم خسرنا بسبب ذلك ، وكم كنا يمكن أن نخسر لو لم يستفد الإنسان من تفكيراته العابرة ، التى تكاد أن تكون فى أول ممارها على العقل أشبه بالحلم الجميل الذى يصعب تحقيقه أو يبعد مناله .
كم كان يمكن أن تكون عدد الخسائر لو كان هذا فكر كل إنسان ، أو فكر إنسان فى كل ما طرأ عليه من فكر . لا شك لو كان الأمر كذلك لما كان يوجد شىء ذا نفع وبال على وجه البسيطة ، لا اختراع ولا اكتشاف ولا غيره ؛ لأن كل شىء كانت بدايته فكرة ثم تطبيقه كانت حكرة ثم تطور فأصبح على هيكليته التى تراه لو ألقيت عليه نظرة .
على الإنسان ألا يجعل نفسه تتملكها التردد وقت وقوع فكرة عابرة عليه ، ويركن إلى الإنكماش والإنزواء بعيدا عنها ، بل عليه أن يقتحم بها كل صعب فى طريق تحقيقها دون أدنى تردد أو ريبة فى نتائج ما قدم عليه ، وإلا – وكما قلت – فتصور لو كان هذا حال إنسان فى شأنه كله ، بل تصور لو كان هذا هو حال الناس جميعا فى شئونهم كلها ؛ لا شك لما كان هناك ما ينسب إلى إنسان من فضل أو عمل أو إنجاز أو ذى نفع .
* إذن هناك التفكير الرأسى النمطى المنطقى الضيق المحدود ، وهو تفكير تقليدى متحجر جامد يقف أمام فكرة واحدة لا يحيد عنها مما يجعله يبدد الأفكار الجديدة المتجددة ، ويعطل الإبداع البارع ، وهذا مما يجعلنا نرد على من زعم أن المنطق الذى يحتوى على قضايا عقيمة له كبير فائدة فى تدبير شئون الحياة ، بل إن كان له صغيرفائدة ، بل إن له كبير الضرر وذلك بوقوفه عائقا على إيجاد حلول سهلة وميسرة وطرق كثيرة بطرق قصيرة ، لذا فإن خير منطق هو المنطق الفطرى الذى يلين بصاحبه ولا يحجر على عقله ، أما المنطق الرأسى هذا فإنه يحجر الفكر على طرق بعينها لا يحيد عنها ولا يبغى حولا .
* وهناك التفكير المتجدد الجانبى ، وهو تفكير فى استطاعة كل إنسان أن استخدامه واستعماله ، هذا وإن كان يعتمد على العشوائية والمفاجأة إلا أنه يحتاج من الإنسان الاستعداد والاسترسال معه ، فالتفكير الجانبى يدعو إلى إيجاد أفكار جديدة وأساليب متنوعة وطرق غير مألوفة وحلول متغايرة .
* وهناك التفكير الأوسع والأرحب ، وهو التفكير الإبداعى ، وهو ليس فى استطاعة كل إنسان إلا ذاك الموهوب الذى رزق الإبداع والإبتكار .
* فهيا يا قوم : الإنطلاق إلى التغيير ، والاندفاع إلى استخدام ما جد وصح ، وإن كان غير مألوف ولم يكن من إرث الآباء والأجداد .
* هيا يا قوم : إلى نبذ التقليد الأعمى وطرحه جانبا ، بل خلف الظهر ، واحفظوه فى حافظة النسيان ، واجعلوه فى ذمة التاريخ فلا يذكر بعد اليوم .
وإذا كان إدوارد . دو . بونو . قد اهتم فى كتابه بالجانب العلمى البحثى التقنى ، وأيضا بالجانب الفكرى فى قضايا الحياة ، فإننى أهتم بحكم التخصص والتدين – بالجانب الدينى العقدى – وأدعو إلى التجديد وترك التقليد ، والتجديد له مفهومه عندنا كما للتقليد مفهومه ....
* ثم إننى أدعو إلى التجديد فى أساليب التعليم المتحجرة ، فإن أساليب التعلم التقليدية لها مضارها الكبير والفادح والذى يؤدى إلى كبت المواهب وتعطيلها وإصابتها بمقتل ، لذا نرى معظم العباقرة الأفذاذ والنوابغ ، لا يطيقون التعليم النمطى ؛ لأنه أقل من قدراتهم العقلية والفكرية بكثير ، بل هو سبب مباشر لإعاقة هذه العقول وما رزقته من مواهب .
فهناك العديد من المكتشفين العظماء مثل فاراداى faraday لم يتلقوا أى تعليم نظامى بالمرة ، والعديد منهم مثل جيمس كليرك ماكسويل ، ودارون ، لم ينالوا قسطا يسيرا من التعليم ، فكليرك ماكسويل طردته إدارة المدرسة وهو طفل نابغة ؛ لأن تعليمه بدا مستحيلا لمدرسيه ، ودارون فشل فى الالتحاق بمدرسة الطب بكيمبردج .
وبعد فهذه دعوة إلى الخروج من حيز التفكير الرأسى الراديكالى إلى طور التفكير الجانبى الديناميكى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق