منذ أن ظهر الإسلام وأعداؤه يكيدون له ، ويتربصون به الدوائر ، ويعملون دون كلل أو ملل على طمسه من الوجود وإفنائه من على الساحة ، أو على الأقل على تحريف معالمه الأصيلة ، وتبديل أوامره وتغيير شرائعه ، وإفساد عقائده بشكل أو بآخر ، وبأى وسيلة كانت .
وكان من معاول الهدم والتبديد ، ووسائل التحريف والتبديل ، أن عملوا على ضربه من الداخل بخارج ، وهذا عن طريق تأسيس فرق وجماعات لا تمت للإسلام بأدنى سبب ولا أضعف نسبة ، ولكنهم يلصقونها بالإسلام كى يتسنى لهم الوصول إلى المراد والهدف المنشود لهم .
ومن هنا أقول – بحكم التخصص – إذا كان يستساغ لنا أن ننسب بعض الفرق القديمة للإسلام كالمعتزلة والخوارج والمرجئة ، فذلك لأن لهولاء صحة نسبة للإسلام ؛ وذلك لسلامة نياتهو ، وعدم فساد طويتهم ، إلا أنه لا يستساغ لنا البته نسبة بعض الفرق الأخرى كالفرق الباطنية الغنوصية الكمونية وغيرها من الفرق التى ظهرت لا عن سوء فهم للإسلام ، أو خطأ فى المنهج ، ولكن نشأت فى الأساس للطعن فى الدين وهدمه من بنيانه وتحطيمه من أساسه .
ومن هذه الفرق فى العصر الحديث التى عمل الأعداء الأوباش على صنعها وتمويلها بكل ما تريد << البهائية – التى هى امتداد للبابية >> ، ولا يقدر أحد أن يتحدث عن البهائية من دون أن يتحدث عن الشيعة معطن الفساد ومحور الشر ، ومركز الخراب والضلال الذى يشيع عى العقائد وينخر فى الشرائع ، ويعثوا فى الأرض الفساد .
فالبهائية ليست بفرقة إسلامية –ولا يمكن أن تصنف فى عداد الفرق الإسلامية كغيرها من الفرق الضالة – لا كضلالها - .
وإن من العوامل التى تستخدمها تلك الفرق لذيوع أمرها وانتشار فكرها ، أن تلصق معتقدها بغيبيات معقدة كى يعلقوا بها قلوب العوام والدهماء الذين يخدعون ويتشبسون بمثل هذه الأمور ، ومن تلك الأمور من بعد إبطالهم ختم النبوة ، وتعديهم بعد ذلك على مكان الألوهية ، من بعد تعديهم على مكانة النبوة ، تعلقهم بفكرة ( المهدى المنتظر ) ، والذى أخفق الشيعة عى هذا الجانب مع طول الانتظار وتعطيل أمور كثيرة عندهم بزعم انتظار المهدى الذى يفرق بين الحق والباطل ، والذى سيقودهم للإنتقام من أهل السنة .. ، .. إلخ فكرهم الساذج هذا .
فلما طال الانتظار ، استغل بعضهم وجود هذا الفكر المعتوه وشيوع أمره وكثرة الحديث عنه مع الاهتمام بترقبه والانشغال بقربه وبعده ، فأخذ سلما لظهوره هو ، ولما لا والطريق ممهد له ، والعقول السفيه التى يمكن أن تسير خلفه متوافرة ، والأحلام التائهة فى وسط هذه العقائد المنحرفة متكاثرة ، فكان من هنا التدرج مع هذه العقول والتمهيد لذلك – شأن كل طالب لحاجة لا يهجم عليها هجوم اللاهث المتلهف ، ولكن يتريث ويسير بتؤدة حتى يقرب من غايته شيئا فشيئا – وهذا ما كان من أمر البهاء ، من تمهيد شيخه ( كاظم الرشتى) وشيخ شيخه من قبل (أحمد الإحسائى ) لفكرة المهدى المنتظر ، والذى وقع الاختيار عليه ( الباب : على محمد شيرازى ) والذى لم يهجم على الأمر هجوما ولكنه قد مهد له الطريق أحد إخوانه وزعم أنه ( الباب ) الموصل للمهدى ، ومن هنا كان اسم أتباعه ( البابية ) ، ثم تدرج شيئا فشيئا من أنه المهدى نفسه ، ثم ادعى أن الحقيقة الإلهية تجلت فيه ، ومن هنا فهو الله خالق كل شىء – تعالى الله الواحد الأحد عن كفرهم وشركهم علوا كبيرا -.
وبعد ظهور البابية ووجود إغراض من الجانب الروسى لنشر هذا الفكر ، وبعد ادعاء الباب الألوهية نفذ فيه حكم الإعدام من قبل الحكومة الإيرانية ، وعلماء الشيعة الذين رأوا أن هذا يقضى على فكرهم ومعتقدهم ، وإن شئت فقل : خداعهم ووهمهم .
وبموت الباب ظهر ( البهاء : حسن على ) وأخيه ( يحيى : صبح الأزل ) واللذان قادا دعوتين جديدتين هما ( البهائية ، والأزلية ) ، من بعد التنازع بينهما فيمن يخلف الباب ، فاتبع ( صبح الأزل ) تعاليم البابية بحظافيرها دون تبديل ، بيد أن البهاء يعتبر ( الباب ) بابا له ومبشرا به .
ومن هنا ادعى البهاء الألوهية وتجلى الله فيه ، ومن هنا تظهر عقيدة الحلول عندهم ، والتى ورثوها من النصارى والفرق الغنوصية الباطنية ، وكان من عقائدهم الباطلة دوام الوحى وعدم ختم النبوة والرسالة ، كما أبطلوا الجهاد ومقاومة العدو ، كى يتسنى للإحتلال والدول المستعمرة أن تبسط نفوذها على العالم الإسلامى ، ومن هنا تتجلى لنا علاقة البهائية بالماسونية والصهيونية العالمية ، التى تعمل على غرس أشواك فى ظهر العلم الإسلامى ، حتى تستطيع تشتيت شمله ، وتفريق جمعه وتضليل أهله وتسفيه أحلامهم .
وحتى يمهد ( البهاء ) الطريق لدعوته أول كل ما يتعلق بالأمور الغيبية من اليوم الآخر والبعث والحساب والثواب والعقاب ... إلخ ، وإلى آخر عقائدهم الفاسدة ، والتى اكتسبوها من الفرق الباطنية ، وإلى آخر تحريفاتهم للشرائع الإسلامية ، وعلاقاتهم الوطيدة بأعداء الإسلام من اليهود والروس والإنجليز ، وآخرا أمريكا تحت ظل الكيان الصهيونى والنظمة الماسونية الماسونية العالمية .
كل هذا وغيره مما هو معلوم عن هذه الفرقة يجعل صدور الحكم بتكفيرهم ومروقهم من الدين لا غبار عليه ، وأن كل من يعتنق هذا الفكر فهو كافر خارج من ربقة الإسلام وحظيرة الدين .
وبعد : فكان صدور هذا الكتيب – البهائية : عقائدها .. أهدافها الاستعمارية ، للدكتور / خالد السيوطى – وغيره من الكتب عن البهائية فى هذه الآونة ، لما حدث مذ شهرين تقريبا ، من إصدار حكم محكمة القضاء الإدارى فى جلسته المنعقدة فى أبريل 2006م ، والذى يقضى بأن البهائية فى مصر لها حق الاعتراف بها رسميا ، وكان ذلك بعد قيام زوجين برفع دعوى قضائية يطلبون فيها الاعتراف بالبهائية كديانة ، وذلك بكتابة ( بهائية ) فى خانة الديانة فى البطاقة وشهادة الميلاد لبنتيهما ، وأصدرت المحكمة حكما بقبول الدعوى ، مماأثار زوبعة ( البهائية ) وكثر الحديث عنها ، مما حفز البعض لإعادة طبع الكتب التى دونت وسطرت عنها ، وكان هذا الكتيب الذى يعد هامشا من سطور تلك الكتب والذى أعطى فكرة عابرة عن هذه ( البهائية ) .
وكان منى هذا التعليق وبالله التوفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق