الخميس، 22 أكتوبر 2009

السيوطى وأسئلة المعجم



كان الإمام السيوطى رحمه الله عالما موسوعيا مشاركا فى فنون العلم متبحرا فى مكنوناته حتى بلغ فى بعضها المبلغ المرضى مما جعله يفتخر بنفسه قائلا : << قد رزقت ولله الحمد التبحر فى سبعة علوم : التفسير والحديث والفقه والنحو والمعانى والبيان والبديع على طريقة العرب البلغاء لا على طريق المتأخرين من العجم وأهل الفلسفة بحيث أن الذى وصلت إليه فى هذه العلوم سوى الفقه لم يصل إليه ولا وقف عليه أحد من أشياخى فضلا عمن دونهم >> .
وكان يرى أنه أعلم أهل عصره وأنه مجدد زمنه ، وكان يطرح المسائل التعجيزية ويدعو للمناظرة والجدال ومن جاءه بالجواب رده بأنه ليس من أهل الأجتهاد ، ومن أطروحاته التى عرضها على أهل عصره ولم يجد لها جوابا ما عرف بأسئلة حروف المعجم ، وهاك هو نص أسئلته كما فى كتابه التحدث بنعمة الله ص( 173-174 ) :
قال السيوطى : << الحمد لله . يقول الفقير العاجز عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطى منادياً بالملأ على رؤوس الأشهاد من ادعى أنه فى العلم والفهم مقدم فليجب عما استبهم من الأسئلة المتعلقة بحروف المعجم ، ومن عجز عن تحرير ألف باء تاء ثاء فليستضغر نفسه عن أن يقرر أبحاثا . وهى هذه الأسئلة : السؤال الأول : ما هذه الأسماء : ألف باء تاء ثاء جيم إلى آخرها ، وما مسماها ، وهل هى أسماء أجناس أو أسماء أعلام ؟ فإن كان الأول ، من أى أنواع الأجناس هى ؟ وإن كان الثانى فهل هى شخصية أو جنسية ؟ فإن كان الأول فهل هى منقولة أم مرتجلة ؟ فإن كان الأول فمم نقلت أمن حروف أم أفعال أم أسماء أعيان أم مصادر أم صفات ؟ وإن كانت جنسية فهل هى من أعلام الأعيان أو المعانى ؟ السؤال الثانى : من وضع هذه الحروف ، وفى أى زمن وضعت ، وما مستند واضعها هل هو العقل أو النقل ؟ السؤال الثالث : هل هذه الحروف مختصة باللغة العربية أو عامة فى جميع اللغات ؟ السؤال الرابع : الألف والهمزة هل هما مترادفان أو مفترقان ؟ وعلى الثانى فما الفرق وأيهما الأصل ؟ السؤال الخامس : لمَ أجمع علماء اللغة والعدد وغيرهم من المتكلمين على المفردات على الابتداء بحرف الهمزة وهل هو أمر اتفاقى أو حكمى ؟ السؤال السادس : كلمات أبجد هوز إلى آخرها هل هى مهملة أو مستعملة وما عُنى بها ، وما أصلها وكيف نقلت إلى المراد بها وما ضبط ألفاظها ؟ السؤال السابع : ما حكمها فى الابتداء والوقف والمنع والصرف والتذكير والتأنيث والإعراب والبناء واللفظ والرسم وعند التسمية بها ؟ وما حكمها شرعا عند نقشها على ثوب أو بساط أو حائط أو سقف وهل للحروف المجتمعة أو المفترقة حرمة ؟ فهذه سبعة أسئلة من أجاب عنها فهو من الرجال وإلا فلا مزية له على الأطفال . >>
وبعد فهل لأهل هذا الزمان لهذه الأسئلة جوابا أم أن التحدى من السيوطى ما زال مستمرا ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق