ما بين الفينة والأخرى يخرج علينا من ينادى – زاعما – إلى الرجوع إلى الأرقام الغبارية واستخدامها زاعما أنها عربية الأصل ويجب استعمالها ، ولكن نبادر القول قائلين :
أ - لقد أوصى مجمع اللغة العربية بالقاهرة فى مايو عام 1986 بالاستمرار فى استعمال أرقامنا العربية المشرقية (۰ - ۱ - ۲ - ۳ - ٤ - ٥ - ٦ - ٧ - ۸ - ۹) .
ب - كما أقر اتحاد المجامع العربية عام 1987م عروبة أرقمنا الأصلية ، بل ودعا دول المغرب العربى إلى العودة لاستعمالها وترك الأرقام الغربية المستعملة فى أوروبا .
وبعد : فقد هبت علينا رياح غريبة عن نسيج الأمة تدعو إلى هجر رقمنا العربى ، مع مشايعة بعض المستشرقين ، داعين إلى استعمال الرقم الغربى الغبارى ، زاعمين أن الرقم الغربى عربى ، ورقمنا العربى الأصيل ما هو بعربى بل هو هندى . ولكننا نقول :
1- أن أول ظهور للأرقام فى التراث العلربى الإسلامى كان على يد محمد بن موسى الخوارزمى فى مخطوطته << الجبر والمقابلة >> والتى يرجع تاريخها إلى عام 204هجرية 820م مستعملا الأرقام المشرقية العربية الأصلية فى حين أن أقدم المخطوطات التى تستخدم الأرقام الغربية المستعملة حاليا فى أوروبا والمسماة بالغبارية على قلتها يرجع إلى القرن السادس الهجرى الثانى عشر الميلادى أى بعد اختراع الأرقام العربية الأصلية بأكثر من ثلاثة قرون .
علمنا بأن أرقمنا العربية منذ اختراعها وهى تستعمل بصورة منتظمة متصلة حتى يومنا هذا ، بيد أن الأرقام الغربية مذ بداية وجودها فى القرن السادس الهجرى ، وهى تمر بعدة مراحل للتغيير ، فهى نشأت لتتواءم مع الحرف اللاتينى.
2- لقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أن أرقمنا العربية الأصيلة جزء من نسيج لغتنا العربية فهى متجانسة فى ذاتها ومتجانسة كذلك مع حروف لغتنا بصورة كاملة وتامة ، أما الأرقام الغربية فغير متجانسة فى ذاتها وغير متجانسة مع حروف اللغة العربية ، بل هى أكثر تجانسا مع الحروف اللاتينية ، وهذا يعنى أن الأرقام العربية المشرقية وليدة حضارة واحدة هى الحضارة العربية ، بينما الأرقام الغبارية والتى تطورت على ثلاث مراحل منذ نشأتها حتى وصلت إلى صورتها الحالية وليدة أكثر من حضارة منها الحضارة العربية .
3- ومما يدعم ارتباط الأرقام العربية الأصلية باللغة العربية اتجاه كتابة الأرقام ذاتها ، ففى حالة الأرقام العربية الأصلية لا يشذ عن اتجاه الكتابة العربية فيها إلا رقم ستة ، بينما نجد فى الأرقام الغبارية ، أن الواحد والاثنين والثلاثة والسبعة تكتب من الشمال ، والمنطق يستتبع أن المجموعة التى يزداد فيها ما يكتب من الشمال إلى اليمين – وهى المجموعة الغبارية – تنتمى إلى اللغة التى تكتب من الشمال إلى اليمين ، وهى اللاتينية ، وفى نفس الوقت فإنه من المنطقى أن تكون المجموعة الأخرى وهى العربية الأصلية (۰ - ۱ - ۲ - ۳ - ٤ - ٥ - ٦ - ٧ - ۸ - ۹) والتى لا يكتب فيها إلا رقم واحد هو الستة من الشمال إلى اليمين ، تنتمى إلى اللغة العربية التى تكتب من اليمين إلى الشمال .
4- ونشير إلى أن التشابهات بين عناصر منظومة الأرقام الغبارية أكبر منه من التشابهات بين عناصر منظومة الأرقام العربية الأصلية ، ذلك ونود أن نلفت النظر إلى التشابهات الحادة بين الأرقام خمسة وستة وثمانية وتسعة ، وكذلك بين الواحد والسبعة فى الأرقام المستعملة فى أوروبا ، وهذا كله يشير إلى أن الأرقام العربية الأصلية أكفأ من الأرقام الغبارية / ومن ثم فإنه من الناحية النفعية المحضة لا يجب علينا أن نتخلى عن الأكفأ لو تناسينا أصالة أرقمنا الأصلية وعروبتها بل وعروبتنا ، علما بأن هذه الكفاءة تتحسن بلا شك فى حالة مراعاة قواعد الكتابة الصحيحة للأرقام ، فهل لنا أن نترك الأكفأ ونتحول عنه إلى الأدنى ؟!!
5- إن مختلف المخطوطات والإثباتات العلمية فى قضية القم العربى تصب فى أصالة الصورة العربية للأرقام (۰ - ۱ - ۲ - ۳ - ٤ - ٥ - ٦ - ٧ - ۸ - ۹) ، وتدحض مقولة عروبة الأرقام الغربية التى نشأت فى فترة انحسار الحضارة العربية لتتلاءم مع شل الحروف اللاتينية ، إن إطلاق المستشرقين على تلك الصورة الغربية لفظ العربية هو من قبيل الإثبات الجغرافى ، فهذه الأرقام نشأت فى الأندلس حيث الحضارة العربية ، وهذا الأسلوب شائع فى اللغات الأوروبية حيث يطلقون على الشىء اسم منشئه ، بالإضافة إلى أنه فى حالة تلك الأرقام الغبارية فإن إطلاق المستشرقين عليها اسم عربية جاء أيضا لأن أى نظام ترقيم يتخذ عشرة أشكال فقط للتعبير عن مختلف الأرقام ويتبع نظام الخانات من آحاد وعشرات ومئات وآلاف يتبع منظومة الأرقام العربية فالمنظومة الغبارية منظومة ترقيم عربية ، وبالتالى فإنه يمكننا فهم كلام المستشرقن على أنه حديث عن النشأ الجغرافى والمنظومة معا لكن الحقيقة تبقى فى أن هذه الأرقام الغربية طوعت لتلائم الحرف اللاتينى ، أما حينما نتحدث نحن العرب عن الشكل الغربى فلا بد من تذكر أن هذا الشكل خرج من السياق العربى ليلائم الحرف اللاتينى ، ونحن نملك الشكل العربى الأصيل الذى لا يبنازعنا فيه أحد والذى أنشأناه مع منظومته إنشاء منذ أكثر من اثنى عشر قرنا من الزمان ، إن الفهم الصحيح لكلام المستشرقين والقراءة المتأنية لثوابت التاريخ والدعم العلمى لتلك الشواهد سوف يقودنا بلا محالة إلى التمسك بأرقامنا العربية الأصيلة (۰ - ۱ - ۲ - ۳ - ٤ - ٥ - ٦ - ٧ - ۸ - ۹).
وبعد : فإن التمسك بأرقمنا العربية الأصلية لهو تمسك بلغتنا العربية لأن كل منهما يلائم الآخر ، فعند استبدال الرقم العربى بالرقم الغربى الغبارى ، فسوف يدعو إلى استبدال الحرف العربى بالحرف الغربى أيضا ؛ لأن الرقم الغربى لا يلائم البته الحرف العربى .
أ - لقد أوصى مجمع اللغة العربية بالقاهرة فى مايو عام 1986 بالاستمرار فى استعمال أرقامنا العربية المشرقية (۰ - ۱ - ۲ - ۳ - ٤ - ٥ - ٦ - ٧ - ۸ - ۹) .
ب - كما أقر اتحاد المجامع العربية عام 1987م عروبة أرقمنا الأصلية ، بل ودعا دول المغرب العربى إلى العودة لاستعمالها وترك الأرقام الغربية المستعملة فى أوروبا .
وبعد : فقد هبت علينا رياح غريبة عن نسيج الأمة تدعو إلى هجر رقمنا العربى ، مع مشايعة بعض المستشرقين ، داعين إلى استعمال الرقم الغربى الغبارى ، زاعمين أن الرقم الغربى عربى ، ورقمنا العربى الأصيل ما هو بعربى بل هو هندى . ولكننا نقول :
1- أن أول ظهور للأرقام فى التراث العلربى الإسلامى كان على يد محمد بن موسى الخوارزمى فى مخطوطته << الجبر والمقابلة >> والتى يرجع تاريخها إلى عام 204هجرية 820م مستعملا الأرقام المشرقية العربية الأصلية فى حين أن أقدم المخطوطات التى تستخدم الأرقام الغربية المستعملة حاليا فى أوروبا والمسماة بالغبارية على قلتها يرجع إلى القرن السادس الهجرى الثانى عشر الميلادى أى بعد اختراع الأرقام العربية الأصلية بأكثر من ثلاثة قرون .
علمنا بأن أرقمنا العربية منذ اختراعها وهى تستعمل بصورة منتظمة متصلة حتى يومنا هذا ، بيد أن الأرقام الغربية مذ بداية وجودها فى القرن السادس الهجرى ، وهى تمر بعدة مراحل للتغيير ، فهى نشأت لتتواءم مع الحرف اللاتينى.
2- لقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أن أرقمنا العربية الأصيلة جزء من نسيج لغتنا العربية فهى متجانسة فى ذاتها ومتجانسة كذلك مع حروف لغتنا بصورة كاملة وتامة ، أما الأرقام الغربية فغير متجانسة فى ذاتها وغير متجانسة مع حروف اللغة العربية ، بل هى أكثر تجانسا مع الحروف اللاتينية ، وهذا يعنى أن الأرقام العربية المشرقية وليدة حضارة واحدة هى الحضارة العربية ، بينما الأرقام الغبارية والتى تطورت على ثلاث مراحل منذ نشأتها حتى وصلت إلى صورتها الحالية وليدة أكثر من حضارة منها الحضارة العربية .
3- ومما يدعم ارتباط الأرقام العربية الأصلية باللغة العربية اتجاه كتابة الأرقام ذاتها ، ففى حالة الأرقام العربية الأصلية لا يشذ عن اتجاه الكتابة العربية فيها إلا رقم ستة ، بينما نجد فى الأرقام الغبارية ، أن الواحد والاثنين والثلاثة والسبعة تكتب من الشمال ، والمنطق يستتبع أن المجموعة التى يزداد فيها ما يكتب من الشمال إلى اليمين – وهى المجموعة الغبارية – تنتمى إلى اللغة التى تكتب من الشمال إلى اليمين ، وهى اللاتينية ، وفى نفس الوقت فإنه من المنطقى أن تكون المجموعة الأخرى وهى العربية الأصلية (۰ - ۱ - ۲ - ۳ - ٤ - ٥ - ٦ - ٧ - ۸ - ۹) والتى لا يكتب فيها إلا رقم واحد هو الستة من الشمال إلى اليمين ، تنتمى إلى اللغة العربية التى تكتب من اليمين إلى الشمال .
4- ونشير إلى أن التشابهات بين عناصر منظومة الأرقام الغبارية أكبر منه من التشابهات بين عناصر منظومة الأرقام العربية الأصلية ، ذلك ونود أن نلفت النظر إلى التشابهات الحادة بين الأرقام خمسة وستة وثمانية وتسعة ، وكذلك بين الواحد والسبعة فى الأرقام المستعملة فى أوروبا ، وهذا كله يشير إلى أن الأرقام العربية الأصلية أكفأ من الأرقام الغبارية / ومن ثم فإنه من الناحية النفعية المحضة لا يجب علينا أن نتخلى عن الأكفأ لو تناسينا أصالة أرقمنا الأصلية وعروبتها بل وعروبتنا ، علما بأن هذه الكفاءة تتحسن بلا شك فى حالة مراعاة قواعد الكتابة الصحيحة للأرقام ، فهل لنا أن نترك الأكفأ ونتحول عنه إلى الأدنى ؟!!
5- إن مختلف المخطوطات والإثباتات العلمية فى قضية القم العربى تصب فى أصالة الصورة العربية للأرقام (۰ - ۱ - ۲ - ۳ - ٤ - ٥ - ٦ - ٧ - ۸ - ۹) ، وتدحض مقولة عروبة الأرقام الغربية التى نشأت فى فترة انحسار الحضارة العربية لتتلاءم مع شل الحروف اللاتينية ، إن إطلاق المستشرقين على تلك الصورة الغربية لفظ العربية هو من قبيل الإثبات الجغرافى ، فهذه الأرقام نشأت فى الأندلس حيث الحضارة العربية ، وهذا الأسلوب شائع فى اللغات الأوروبية حيث يطلقون على الشىء اسم منشئه ، بالإضافة إلى أنه فى حالة تلك الأرقام الغبارية فإن إطلاق المستشرقين عليها اسم عربية جاء أيضا لأن أى نظام ترقيم يتخذ عشرة أشكال فقط للتعبير عن مختلف الأرقام ويتبع نظام الخانات من آحاد وعشرات ومئات وآلاف يتبع منظومة الأرقام العربية فالمنظومة الغبارية منظومة ترقيم عربية ، وبالتالى فإنه يمكننا فهم كلام المستشرقن على أنه حديث عن النشأ الجغرافى والمنظومة معا لكن الحقيقة تبقى فى أن هذه الأرقام الغربية طوعت لتلائم الحرف اللاتينى ، أما حينما نتحدث نحن العرب عن الشكل الغربى فلا بد من تذكر أن هذا الشكل خرج من السياق العربى ليلائم الحرف اللاتينى ، ونحن نملك الشكل العربى الأصيل الذى لا يبنازعنا فيه أحد والذى أنشأناه مع منظومته إنشاء منذ أكثر من اثنى عشر قرنا من الزمان ، إن الفهم الصحيح لكلام المستشرقين والقراءة المتأنية لثوابت التاريخ والدعم العلمى لتلك الشواهد سوف يقودنا بلا محالة إلى التمسك بأرقامنا العربية الأصيلة (۰ - ۱ - ۲ - ۳ - ٤ - ٥ - ٦ - ٧ - ۸ - ۹).
وبعد : فإن التمسك بأرقمنا العربية الأصلية لهو تمسك بلغتنا العربية لأن كل منهما يلائم الآخر ، فعند استبدال الرقم العربى بالرقم الغربى الغبارى ، فسوف يدعو إلى استبدال الحرف العربى بالحرف الغربى أيضا ؛ لأن الرقم الغربى لا يلائم البته الحرف العربى .
أخي لمذا لم تستخدم الأرقام العربية الأصلية (۰ - ۱ - ۲ - ۳ - ٤ - ٥ - ٦ - ٧ - ۸ - ۹) في المقالة بدل ال 1 - 2 الخ؟ يجب ان تكون الكتابة على الشبكة ايضا بالأرقام الصحيحة.
ردحذف